تعلم النطق ولفظ الكلمات من أهم معالم النمو لدى الطفل، وهو مؤشر للنمو العقلي، والاجتماعي، والنفسي والبدني له، ولذا فمن المهم على الوالدين ملاحظة هذا الأمر، ومتابعة الطفل، وتنمية مهارة الكلام لديه، لكن دون قلق، أو خوف إذا تأخر في النطق قليلاً عن أقرانه.
الكلام بوابة يجتاز عبرها الطفل مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الطفولة المبكرة، فيتعلم النطق، ويعبر عما يدور في ذهنه من مشاعر ومطالب، الأمر الذي يعده الطفل إنجازاً كبيراً، واكتشافاً رائعاً يفتح له آفاقاً واسعة، وفوق ذلك فهو متعة جديدة، ولعبة مسلية للطفل، خصوصاً عندما يساعده الأبوان على ذلك.
يعلم الكثير من الآباء أن بداية النطق وتعلم الكلام مسألة مهمة للطفل، ولذا يساورهما الشك، والقلق عندما يتأخر في نطق الكلمات، والحقيقة أنه ليس هناك من الناحية العلمية حد واضح للتأخر، فالأطفال يختلفون في بداية التعلم، والنطق، وفهم الكلمات والجمل وتركيبها، اختلافاً واسعاً، كما يحصل عند بداية المشي والتسنين وغيرها من معالم النمو.
بعض الأطفال قد يبدؤون في نطق أول كلمة منذ الشهر السابع، بينما البعض الآخر يتأخر حتى عمر سنة ونصف السنة، كما أن بعضهم قد ينطق ما يقارب من 50 كلمة في عمر 18 شهراً، بينما يتأخر غيرهم حتى سن 30 شهراً، وكما يختلفون في بداية النطق فإن التقدم في هذا الأمر يختلف أيضاً من طفل لآخر حسب البيئة التي يعيش فيها، وما إذا كان الطفل الأول للأبوين أو كان لديه أخوة أكبر منه، وربما كان وجود أخ جديد أصغر سناً من الطفل سبباً في تأخر نطقه للكلمات، وكذلك كأحد مظاهر الغيرة من ذلك الطفل الصغير، وطالما كان الطفل ينمو بشكل طبيعي، ويفهم الكلمات التي يسمعها والأوامر التي يطلب منه أداؤها فإنه لا داعي للقلق من تأخر نطقه للكلمات، ومع أن أهم وسائل تعلم الطفل الكلام هو الحديث معه باستمرار بنطق صحيح للكلمات دون تحريف، فإنه لا بد من تجنب الضغط على الطفل، أو محاولة إرغامه على تقليد الكلمات أو رفض إعطائه بعض الأشياء التي يطلبها حتى ينطق باسمها، لأن يدعوه إلى الملل، وربما الشعور بالنقص، وبالتالي يؤدي دوراً عكسياً تماماً. يشيع بين الناس أن الأولاد يتأخرون في النطق قليلاً عن البنات، وهذا أمر ملاحظ وصحيح، كما أن الأطفال الخدج يتأخرون في النطق مقارنة بغيرهم.
إذا وصل الطفل إلى عمر سنتين ونصف السنة دون أن ينطق أية كلمة فلا بد من عرضه على الطبيب للتأكد من سلامة حاسة السمع لديه، وكون الطفل يسمع بشكل جيد في أشهره الأولى لا يمنع من فحص السمع مرة أخرى، إذ أن الالتهابات المتكررة قد تؤدي إلى ضعف السمع دون أن شعر الأبوان بذلك، كما تمنح زيارة الطبيب في تلك المرحلة فرصة اكتشاف أسباب أخرى لتأخر النطق، كتلك المتعلقة بالجهاز العصبي، أو النمو العقلي، أو ربما بسبب ثقل في اللسان يحتاج معه الطفل إلى تدريب خاص عند اختصاصي النطق.
هناك أساليب عدة يمكن الاستعانة بها لتنمية مهارة الكلام لدى الطفل، من أهمها:
ـ خاطبي طفلك باستمرار وأنت تنظرين إليه بقدر ما تستطيعين، وبلغة صحيحة وواضحة، لا تحاولي تقليده في طريقة نطقه للكلمات ولو على سبيل الدعابة.
ـ أعطي طفلك الفرصة كي يفهم ما تقولين. حاولي الربط بين الكلمات التي تنطقينها، وبين الأفعال والأشياء التي تعنينها: مثلاً عند خلع ملابسه تقولين (الآن نخلع القميص)، ثم تقومين بذلك، ثم تقولين (والآن الحذاء) ثم تقومين بذلك.
ـ دعي طفلك يلاحظ تعبيرات الوجه عند الكلام، وذلك بربط الكلمات مع تعبيرات الوجه المناسبة.
ـ افهمي طفلك أن الكلام هو للتواصل. إذا حادثت نفسك أو لم تهتمي بالرد على أسئلة الطفل غيره من أفراد العائلة، فإن هذا يعني للطفل، أو أسئلة أن الكلمات مجرد أصوات لا فائدة منها.
ـ ساعدي طفلك على فهم المقصود بشكل عام، ولو لم يفهم جميع الكلمات بالضبط، فمثلاً عندما تبدئين في الإعداد لتناول الطعام تقولين له (الآن وقت الغداء) سيفهم الطفل معنى الكلام عموماً دون أن يعرف بالضبط معنى كلمة (الغداء).
الكلمات الأولى:
الكلمات الأولى للطفل غالباً ما تكون أسماء لأشخاص، أو أطعمة، أو ألعاب يفضلها الطفل، ويعدها من الأمور المهمة لديه، يبدأ الطفل النطق بالكلمة بتحريف كبير، وتبسيط لا يفهم معناه إلا الأبوان، وقد يطلق الأطفال أسماء، أو كلمات غريبة على أشياء مألوفة، وتكون تلك الكلمة بعيدة تماماً عن الكلمة الصحيحة، ثم يبدأ باكتساب المزيد من الكلمات بشكل بطيء، ربما كلمة كل شهر، ولكن مع إكماله سنتين من عمره يبدأ في التقدم بمعدل سريع (انفجار في مهارة النطق) فقد لا يعرف سوى عشر كلمات في عمر سنتين، ولكن خلال ستة أشهر يستطيع النطق بما يقارب مائة كلمة. ومن الطبيعي أن الكلمات التي تعبّر عن عالم الطفل، وخصوصياته هي الكلمات التي يعرفها وينطق بها قبل غيرها، ومع أن معرفة الطفل في هذه المرحلة للكلام مجرد ترديد أسماء دون وضعها في جمل مفيدة، إلا أنه يستخدمها لأغراض مختلفة، ولكن فقط بتغيير في نبرة الصوت وتعبيرات الوجه. كلمة سيارة مثلاً يقولها الطفل بطريقة التوسل عندما يطلب من أبيه أن يأخذه معه عندما يخرج من البيت، وقد ينطقها بنبرة التعجب عندما تمر أمامه في الشارع، وقد يسأل عنها بنبرة أخرى عندما يرى صورتها في المجلة وهكذا، ولذلك فمن المهم أن يدرك الطفل أننا فهمنا مغزى كلامه في كل مرة.
تسبّب عفوية الأطفال غالباً مشاكل لذويهم، فكم مرّة أفشى ابنك مشاعرك تجاه من تزورينه أو ذكر تفاصيل حادثة حصلت في المنزل بدون أن يدرك أنها أمر خاصّ لا يجب إطلاع الآخرين عليه؟ كذلك، إن بعض العلاقات مرشحة للإنهيار بسبب تفوّه الصغير بكل ما يسمع من حديث.
وهذه نصائح من الاختصاصية نجوى صالح لبعض القواعد لتساعدك في التخلّص من هذه العادة لدى طفلك.
يلجأ الطفل إلى إفشاء أسرار المنزل من غير قصد لأسباب مختلفة، لعلّ أبرزها شعوره بالنقص أو رغبته في أن يكون محط الانتباه والإعجاب أو ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية. وعادةً، يتخلّص الطفل من هذه العادة عندما يصل عقله إلى مستوى يميّز فيه بين الحقيقة والخيال.
بالمقابل، يأبى بعض الأطفال التفوّه بأي كلمة عن تفاصيل حياتهم في المنزل أمام الغرباء حتى عندما يسألونهم عنها، وهذه إشارة إلى ضرورة عدم الاستهانة بذكاء الطفل، إذ ان ما ينقصه في هذه الحالة هو حسن التوجيه.
10 نصائح
وتنصح الإختصاصية نجوى صالح باتباع الخطوات التالية لتخلّص الطفل من هذه العادة:
.................................................. .
1 تعليم الطفل أن إفشاء أسرار المنزل من الأمور غير المستحبة والتي ينزعج منها الناس، وأن هناك أحاديث أخرى يمكن أن يجذب من خلالها الآخرين.
2_ إشرحي لطفلك بهدوء مدى خصوصية ما يدور في المنزل، وأن هذه الأخيرة أمور خاصّة لا يجب أن يطلع عليها حتى الأقرباء والأصدقاء. ومع مرور الوقت، سيدرك معنى ومفهوم خصوصية المنزل.
3 إبحثي عن أسباب إفشاء طفلك للأسرار، وإذا كان يفعل ذلك للحصول على الثناء والانتباه، أعطيه المزيد من الثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به. وإذا كان السبب هو حماية للنفس، كوني أقل قسوة معه، وكافئيه إن التزم بعدم إفشاء الأسرار الخاصة بالمنزل.
4 على الوالدين الإلتزام بعدم إفشاء أسرار الغير أمامه لأنه قد يعمد إلى ذلك من باب التقليد.
5 تجنّبي العنف في معالجة هذه المشكلة لأنه يفاقمها، مع ضرورة وقف اللوم المستمر والنقد والأوامر.
6 غيّري طريقة الاحتجاج على تصرفه، وقومي، على سبيل المثال، بعدم الكلام معه لمدّة ساعة، مع إعلامه بذلك.
7 لا تبالغي في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته، ويعتاد عليه الطفل.
8 اشعري طفلك بأهميته في الأسرة وبأنه عنصر له قيمته واحترامه وأنه فرد مطلع على تفاصيل العائلة وما يدور بداخلها، فهذه التصرفات ستشعره بأهميته وتعزّز لديه ثقته بنفسه وتعلّمه تحمّل المسؤولية.
9 يمكن للوالدين الإستعانة بالحكايات وقصص ما قبل النوم والتطرق لحوادث وقصص مشابهة لغرس هذا المفهوم لدى الطفل.
10 إزرعي الآداب الدينية والأخلاق الحميدة لدى طفلك كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الأسرار
الأحد أبريل 10, 2011 5:49 pm من طرف Prince of Darkness
» أشد الجـــروح ألمــــــــــــا
الأحد أبريل 10, 2011 5:10 pm من طرف Prince of Darkness
» أحزان الغروب
الأربعاء مارس 02, 2011 11:35 pm من طرف Prince of Darkness
» عالم آخر..!
الأربعاء مارس 02, 2011 11:16 pm من طرف Prince of Darkness
» الحبيب او الصديق
الجمعة يناير 14, 2011 7:04 pm من طرف Prince of Darkness
» مااصعب ان ...........
الجمعة يناير 14, 2011 6:33 pm من طرف Prince of Darkness
» تسقط الاقلام وتبقلى اقلامها من ذهب
الجمعة يناير 14, 2011 5:55 pm من طرف Prince of Darkness
» عذراصديقتي
الجمعة يناير 14, 2011 5:42 pm من طرف Prince of Darkness
» الصــــــــــــديق الح ـّـــــــقيـقي
الخميس يناير 13, 2011 6:00 pm من طرف Prince of Darkness